الأساس في التفسير لـ سعيد حوى رحمه الله
(11 مجلداً)
سعيد بن محمد ديب حوّى النعيمي 1354/1935 - 1409/1989
داعية إسلامي بارز، مفكّر، مفسر، أحد قادة الجهاد الإسلامي، عضو المؤتمر الإسلامي الشعبي ببغداد 1985. كتب في السجن (الأساس في التفسير) أحد عشر مجلّداً، وقضت محكمة عرفيّة بإعدامه مع عدد من إخوانه
ولد في مدينة حماه، ونشأ في رعاية أسرة متديّنة مجاهدة، وكان أبوه من خيرة المجاهدين ضد الاستعمار الفرنسي، توفيت والدته وهو في الثانية من عمره فتربى في حجر جدّته وكانت مربية صارمة يحبّها وتحبّه .
عاصر في شبابه أفكار الاشتراكيين والقوميين والبعثيين والإخوان المسلمين واختار الله له الخير بالانضمام إلى الإخوان المسلمين سنة 1952م، وهو في الصف الأول الثانوي.
وقد درس على يد عدد من المشايخ في سورية في مقدمتهم: شيخ حماة وعالمها الشيخ محمد الحامد ، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ عبدالوهاب دبس وزيت، والشيخ عبدالكريم الرفاعي، والشيخ أحمد المراد، والشيخ محمد علي المراد.
التحق بجامعة دمشق بعد انتهاء المرحلة الثانويّة، وتخرج من كلية الشريعة سنة 1381/1961 ودرس فيها على الشيخ مصطفى السباعي ، و مصطفى الزرقاء ، و معروف الدواليبي وغيرهم من العلماء.
تخرَّج في الجامعة 1961م ودخل الخدمة العسكرية سنة 1963م ضابطاً في الاحتياط وتزوج سنة سنة 1964م حيث رزقه الله بأربعة أولاد
تأثّر بفكر (جماعة الإخوان المسلمين) وانضمّ إليها في بداية الخمسينات، وتفاعل مع مواقفها السياسيّة والاجتماعيّة، وعكف على قراءة الفكر الإسلامي الحديث، وكتب العقيدة، والفقه، والتراث، والتاريخ الإسلامي، وكانت له ذاكرة قويّة، وقدرة على الفهم والاستيعاب، مكّنته من الإحاطة بالعلوم النقليّة والعقليّة، واستطاع بما ملك من مخزون لغوي، وحفظ للشواهد، زادتها عنايته بالشعر العربي، والسيرة النبويّة، أن يكون في عداد البلغاء الخطباء الذين تلتف حولهم جماهير المؤمنين، وتنفعل بمواقفهم وآرائهم، وقد أولاه إخوانه مناصب قياديّة في الجماعة بين عامي (1398/1978ـ1407/1987) بسبب مزاياه العديدة، وصفاته الحميدة، وكان جريئاً في الحق، لا يخشى إلا الله، مستعداً للتضحية والفداء، وكانت له آراء سديدة في العمل الإسلامي، حيث دعا إلى إيجاد هيكل تنظيمي يضم الحركات الفاعلة في العالم، وإلى تحرير إرادة الأمّة المسلمة من الأنظمة الغاشمة، وتحقيق أمنها وسعادة أبنائها، وقاوم النظام العلماني السوري الذي سيطر على مقدّرات الدولة بعد سلسلة الانقلابات العسكريّة التي تعاقبت على الحكم، وشارك في أحداث الدستور عام 1973 وحكم عليه بالسجن بين عامي (1973 ـ 1978)
حاضر وخطب ودرَّس في سورية والسعودية والكويت والإمارات والعراق والأردن ومصر وقطر والباكستان وأمريكا وألمانيا، كما شارك في أحداث الدستور في سورية سنة 1973م مشاركة رئيسية، حيث سجن لمدة خمس سنوات من (5/3/1973م ـ 29/1/1978م)، وقد ألَّف وهو في السجن كتاب الأساس في التفسير (11 مجلداً) وعدداً آخر من الكتب الدعوية!
كتب في السجن (الأساس في التفسير) أحد عشر مجلّداً، ورفض بشدة عبودية الفرد، ونظام الحزب القائد، وكل الشعارات الجاهلية، فقدّم إلى محكمة عرفيّة قضت بإعدامه مع عدد من إخوانه ثم أفرج عنه، فغادر الأراضي السوريّة إلى الأردن، ليتابع مسيرة العمل الإسلامي بكل ما يملك من مواهب وإخلاص، وعكف على التربية الروحيّة، والتوجيه، والتأليف المنهجي .
رأى أنّ على أبناء الصحوة الإسلاميّة أن يطمئنوا الأقليّات غير المسلمة، وأصحاب الآراء السياسيّة، والأنظمة الحاكمة، ويزيلوا من الأذهان الصورة المزيّفة للمسلم المدمّر للحضارة لأن الصحوة الإسلاميّة ستحاول أن تحتفظ بكل أسباب التقدّم المدني .
وقال: على أبناء الصحوة الإسلاميّة أن يرتقوا بالسقف الثقافي والأخلاقي والتربوي والتخصّص الدعوي والحياتي.
وقال: نحن نعتبر سقوط الخلافة هو أدنى مرحلة وصل إليها الإسلام عمليّاً ونظريّاً سواءً على مستوى الاعتقاد أو على مستوى التطبيق التشريعي .
ونستطيع أن نقول: إن ميلاد الصحوة الإسلاميّة الحديثة بدأ بحسن البنّا عندما أعاد إلى الأذهان فكرة شمول الإسلام وفكرة عالميّته، وضرورة الدعوة إليه، وأن تكون هذه الدعوة منظّمة .
وجد أن أولويّات العمل الإسلامي على مستوى الحركة: التمييز بين الأنظمة التي تحكم العالم الإسلامي وتحديد الموقف منها ؛ والبحث عن صيغة لهيكل تنظيمي يتناسب مع المرحلة التي نحن فيها .
من مؤلفاته:
-الله جل جلاله
-الرسول صلى الله عليه وسلم
- تربيتنا الروحية
- المستخلص في تزكية الأنفس
- مذكرات في منازل الصديقين والربَّانيين
- جند الله ثقافة وأخلاقاً
- في آفاق التعاليم
- إحياء الربانية
- غذاء العبودية
- السيرة بلغة الحب
- الإجابات
- هذه تجربتي وهذه شهادتي
- جند الله تخطيطاً وتنظيماً.
يقول عن زهده السيد/ زهير الشاويش - صاحب المكتب الإسلامي: (زرته في الأحساء وكان في حينها مدرساً في المعهد العلمي، فلم أجد في بيته من الفرش إلا ما يسد حاجة المتقلل، ومن الثياب ما لا يصلح لأمثاله من العلماء والمدرسين في تلك البلاد الحارة، كانت جلابيبه من النوع الحموي السميك، ومازلت به حتى اقتنع، بلبس أثواب بيضاء وعباءة تليق بأمثاله، ولكنه اشترط ألا تكون فضفاضة، وأما الطعام فلم يكن أحسن حالاً من الفرش والثياب).
كان معروفًا بالخلق الفاضل والأدب الجم، والتواضع والزهد، والبساطة في المظهر، والإقبال على الطاعة وكثرة التلاوة والذكر وإدمان القراءة والكتابة في المواضيع الدعوية والحركية والفقهية والروحية والانشغال الكامل بقضايا الإسلام والمسلمين، والتصدي لطواغيت الأرض الذين خرَّبوا البلاد وأذلوا العباد وسعوا في الأرض الفساد.
لقد كان سعيد حوى طاقة هائلة، وحيوية متدفقة لا يكل ولا يمل، وله باع طويل في التأليف بحيث يفرغ من الكتاب خلال أيام يكون بعدها بأيدي القراء، وهو ذو نزعة صوفية تغلبه بعض الأحيان، فيخرج عن المنهج العلمي الذي يطالب به ويدعو إليه.
الوفاه
في سنة 1987م أصيب بشلل جزئي إضافة لأمراضه الأخرى الكثيرة: السكري والضغط وتصلب الشرايين والكلى ومرض العيون، فلجأ للعزلة الاضطرارية وفي يوم 14/12/1988م دخل في غيبوبة لم يصح منها، حيث توفاه الله ظهر الخميس 9/3/1989م في المستشفى الإسلامي بعمان.
عاش مدافعاً عن حق شعبه في الحريّة مناضلاً ضد الاستبداد، مهاجراً صابراً محتسباً .
ومات مجاهداً، مرابطاً في عمّان، ودفن في مقبرة سحاب الإسلامية
رحم الله شيخنا سعيد حوى فكم صبر على الأمراض الكثيرة وعلى البلاء في السجون وعلى الألسنة الطويلة التي امتدت إليه بالإساءة، جعل الله ذلك كله في ميزان حسناته وغفر الله لنا وله وحشرنا وإياه مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ...آمين.